اختفاء لبناني بعد غرق السفينة في 23 أبريل قبالة سواحل طرابلس

اختفاء لبناني بعد غرق السفينة في 23 أبريل قبالة سواحل طرابلس

هاشم مثلج، هو مواطن لبناني كان على متن القارب الذي غرق ليلة 23 أبريل 2022. كان يحاول مع نحو 80 شخصاً مغادرة لبنان بشكل غير قانوني. بحسب بعض الناجين الـ 45 ، فإن الغرق نتج عن تدخل القوات البحرية اللبنانية، مما عرض حياة الركاب للخطر. وقد تم انتشال سبع جثث فيما لا يزال الركاب الباقون في عداد المفقودين، ومثلج هو واحد منهم. بيد أنّ عائلته تلقت معلومات تفيد بإنقاذه ولكن تم إعتقاله فيما بعد.

في 23 أبريل 2022 ، غرق قارب يقل حوالي 80 شخصاً قبالة ساحل طرابلس بلبنان. وصفت الحادثة بأنها أكبر مأساة لمهاجرين من لبنان في السنوات الأخيرة، وفي وقت يعاني فيه البلد من انهيار اقتصادي خطير. وبينما كان معظم الركاب لبنانيين، كان بعضهم فلسطينيين وسوريين.

في 24 أبريل 2022، أعلن الجيش اللبناني أن عدد الناجين هو 45. وتم انتشال سبع جثث بينهم رضيع يبلغ من العمر 40 يوماً، فيما لا يزال الركاب الباقون في عداد المفقودين رسمياً. كان على متن السفينة في تلك الليلة هاشم مثلج، أخته وزوج أخته. وبينما تم إنقاذ الأخيرين، لم تتلق عائلة مثلج أي أخبار عن هاشم منذ تلك الليلة. لكنهم تلقوا معلومات من مصادر مختلفة تفيد بإنقاذه قبل إعتقاله فيما بعد.

بعد أن أنقذت البحرية اللبنانية شقيقته وزوجها، سألا ما إذا كان هاشم قد نجا، فأجاب أحد الجنود بأنه قد تم إنقاذه وإرساله إلى الشاطئ بواسطة أول قارب عسكري وصل إلى موقع غرق القارب. وبالمثل، أخبرهم أحد الناجين من عائلة الدندشي، وهي عائلة أخرى كانت على متن القارب، أنه رأى مثلج يتم إنقاذه.

خلال ليلة غرق السفينة، اتصلت عائلة مثلج برئيس مكتب أمن طرابلس في مخابرات الجيش اللبناني الذي أكد أن اسم هاشم مثلج قد ظهر في قائمة الناجين. يزعم أنه وعد بتزويدهم باتصال هاتفي حتى يتمكنوا من التحدث معه.

بعد ثلاثة أيام من اختفاء مثلج، ذهبت عائلته إلى المستشفى الحكومي في طرابلس حيث تم نقل الناجين، وطلبوا رؤية لقطات الكاميرا الأمنية بالمستشفى للتحقق مما إذا كان مثلج قد دخل المستشفى. أبلغت إدارة المستشفى العائلة أنه ليس لديهم تسجيلات لأن مقطع الفيديو يتم حذفه تلقائياً بعد ثلاثة أيام. إلا أن أحد العاملين بالمستشفى أخبرهم أن مثلج كان أحد الناجين الذين تم نقلهم إلى المستشفى.

بعد أسبوعين، ذهبت عائلة مثلج إلى وزارة الدفاع برفقة ممثلين عن عائلات ضحايا غرق السفينة. هناك التقوا بقائد الجيش اللبناني وسألوه عما إذا كان أحد الناجين قد تم اعتقاله بعد غرق السفينة. وأجاب بأنه تم اعتقال ستة أجانب. بما أن مثلج له لكنة فلسطينية عندما يتحدث ولم يكن يحمل هويته على القارب، فإنهم يخشون أن يكون مثلج واحداً منهم.

في غضون ذلك، تلقى والدا مثلج مكالمة هاتفية من شخص قدم نفسه كعنصر في جهاز المخابرات. أخبرهم بشكل غير رسمي أن ابنهم بخير وأنه محتجز في مركز إحتجاز تابع لوزارة الدفاع.

في أواخر أغسطس 2022 ، أبلغ معتقل سابق عائلة مثلج أنه محتجز في مركز احتجاز الأمن العام في طرابلس، بناءً على طلب مديرية المخابرات العسكرية. وبحسب قوله، فقد نُقل مثلج من المستشفى من قبل عناصر المخابرات الذين منعوه من التواصل مع أي شخص منذ ذلك الحين.

في 30 أغسطس 2022 ، تقدم مجموعة من المحامين يمثلون والد مثلج بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية في بيروت بخصوص اختفاء ابنه، ولكن من دون جدوى. تم تقديم الشكوى سنداً إلى المواد 37-40 من الفصل السادس من قانون المفقودين والمخفيين قسراً الذي يحمل رقم 105.

في 7 سبتمبر 2022 ، قدمت منّا لحقوق الإنسان نداءً عاجلاً إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي لحثه على دعوة السلطات اللبنانية لتوضيح مصير مثلج ومكان وجوده. يجب أن يتم البحث على أساس أن مثلج على قيد الحياة بغض النظر عن ظروف الاختفاء. يجب أن يكون لعائلته وممثليهم القانونيين الحق في المشاركة في البحث دون خوف من الانتقام.

حتى يومنا هذا، ما زالت ظروف غرق القارب هي محل نزاع. ويقول الناجون إن البحرية اللبنانية صدمت قاربهم، بينما يزعم الجيش أن قارب المهاجرين اصطدم بسفينة تابعة للبحرية أثناء محاولته الهرب. وقال الرئيس ميشال عون إنه يجب التحقيق في الحادث بسبب "الروايات المتضاربة للأحداث".

وعلى الرغم من أن التحقيق الذي تجريه السلطات اللبنانية في الحادثة لا يزال مستمراً، إلا أن قلة من العائلات تتوقع أن يتم التوصل إلى نتيجة عادلة، مما يؤكد عدم الثقة في القضاء اللبناني. في 26 أبريل 2022 ، أعلن الجيش اللبناني أن مديرية المخابرات اللبنانية ستواصل التحقيق في حادث الغرق بناءً على طلب المدعي العام العسكري.

بالنظر إلى الادعاءات التي أدلى بها الناجون، زعمت منظمات المجتمع المدني أن مديرية المخابرات العسكرية لا ينبغي أن تكون الجهة المسؤولة التي تحقق في سلوك أفراد البحرية اللبنانية حيث لا يمكن اعتبارها "مستقلة وغير متحيزة" بالمعنى المقصود في بروتوكول مينيسوتا بشأن التحقيق في حالات الوفاة التي يحتمل أن تكون غير مشروعة.

آخر التحديثات

7 سبتمبر 2022: منّا لحقوق الإنسان تقدم نداءً عاجلاً إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي.
30 أغسطس 2022: محامون بالوكالة عن عائلة مثلج يقدمون شكوى أمام النيابة العامة التمييزية، ولكن دون جدوى.
أواخر أغسطس 2022: محتجز سابق يبلغ عائلة مثلج بأنه محتجز في مركز احتجاز الأمن العام في طرابلس.
26 أبريل 2022: الجيش اللبناني يعلن أن مديرية المخابرات اللبنانية ستواصل التحقيق في حادث الغرق بناء على طلب المدعي العام العسكري.
24 أبريل 2022: الجيش اللبناني يعلن أن عدد الناجين بلغ 45 ، وتم انتشال سبع جثث فيما لا يزال الركاب الباقون ومنهم مثلج في عداد المفقودين. الناجون يدعون أن سبب الغرق هو تدخل القوات البحرية اللبنانية.
ليلة 23 أبريل 2022: غرق قارب يقل حوالي 80 شخصاً قبالة سواحل طرابلس شمالي لبنان.

قضايا متعلقة