التقرير السنوي 2022
الأصدقاء والداعمون الأعزاء،
يسعدني أن أقدم تقرير منّا لحقوق الإنسان السنوي لعام 2022، والذي يوضح كيف واصلنا دعم ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان للمطالبة بحقوقهم وحرياتهم المعترف بها عالمياً، مع المناصرة إلى تغيير هيكلي منهجي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
نحن أولاً وقبل كل شيء ممتنون للضحايا وعائلاتهم الذين واصلوا في وضع ثقتهم بنا، على الرغم من مواجهة أفظع الانتهاكات وفي كثير من الأحيان، المخاطرة بالانتقام بسبب التحدث علناً. منذ إنشائنا في عام 2018، فوضنا 1.115 فرداً بالدفاع عن حقوقهم. هم الهدف الرئيسي لوجود منّا لحقوق الإنسان، وكان فريقنا وسيظل ملتزماً بدعمهم مع التمسك بأعلى معايير الأخلاق القانونية والمهنية والتعاطف. لقد سررنا برؤية تأثير عملنا عندما استعاد العديد من الأفراد الذين ساعدناهم حريتهم، أو تم رفع نشرات الإنتربول الحمراء المسيئة، أو الذين حظيت محنتهم بالظهور واهتمام أصحاب المصلحة المعنيين.
في غضون ذلك، واصلنا استكمال عملنا في التقاضي بالدعوة إلى إصلاحات قانونية وسياسية قائمة على حقوق الإنسان. ويشمل ذلك دعوات لتعديل القوانين لتتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان وإدماج وجهات نظر المجتمع المدني خلال مراجعات الآليات الدولية لبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في عام 2022، كان علينا تخصيص موارد كبيرة لكتابة عشرة تقارير. يعود هذا الوضع إلى استئناف المراجعات من قبل هيئات معاهدات الأمم المتحدة بعد الانقطاع الناجم عن جائحة كوفيد-19.
استكشفنا أيضاً استراتيجيات جديدة لتعزيز المساءلة، مثل تقديم طلبات لفرض عقوبات ماغنيتسكي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك ضد مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. بينما لا يمكن الكشف عن هذا العمل لحماية الضحايا الذين جمعنا شهاداتهم، فإننا نرغب في المساهمة في تحقيق العدالة على الانتهاكات التي عانوا منها. كما يسعدنا تقديم خبرتنا والمساهمة في تطبيق مبدأ الولاية القضائية العالمية.
لم يكن أي من هذا ممكناً لولا التزام وتفاني أعضاء فريقنا المتحمسين، فضلاً عن مجتمع حقوق الإنسان الذي نتشرف بأن نكون جزءاً منه. معاً، سنواصل تحدي الظلم وإحراز تقدم نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث يتمتع الناس ويضمنون الاعتراف الفعّال بحقوقهم وحرياتهم واحترامها.
كما أود أن أشكر بحرارة كل واحد من شركائنا وداعمينا وممولينا وأعضاء مجلس الإدارة، الذين لولاهم لما كانت كل إنجازاتنا ممكنة.
بالتضامن،
إيناس عصمان
مؤسس مشارك ومديرة منّا لحقوق الإنسان