التقرير السنوي 2021

© Bahia Shehab, You May Crush the Flowers, But You Cannot Delay the Spring (verse by poet Pablo Neruda), 2011. Cairo. Calligraffiti.

© بهية شهاب، يمكنك أن تدهس الورود، لكنك لا تستطيع أن تؤخر الربيع (قصيدة الشاعر بابلو نيرودا)، 2011. القاهرة. كاليغرافيتي.

الأصدقاء والداعمون الأعزاء،

عند التفكير في عام 2021، أول ما يتبادر إلى الذهن هم أولئك الذين فقدناهم. صديقتنا آلاء الصديق، المدافعة الإماراتية البارزة عن حقوق الإنسان التي أُجبرت على العيش في المنفى، لكنها ظلت إحدى أكثر المدافعات شجاعة عن سجناء الرأي في الخليج. لم تستطع توديع والدها المحتجز بشكل تعسفي في الإمارات لما يقرب من عقد من الزمان. جاسب حطاب الهليجي، الذي ساعدناه في البحث عن ابنه المفقود، قُتل بالرصاص في العراق لأنه كان أشد المناصرين لقضية إبنه. الصحفي الأردني تيسير سلمان، الذي توفى بسبب مشاكل صحية بعد عامين من إطلاق سراحه من السجن في الإمارات، حيث كان معتقلاً بشكل تعسفي لمدة ثلاث سنوات. لقمان سليم، من منتقدي حزب الله، اغتيل في لبنان. محمد النعيمي، الذي توفي من دون لقاء والديه وإخوته منذ عام 2014، بسبب منع السفر المفروض عليه انتقاماً من نشاط والده. موسى القرني، الذي تُرك ليموت في سجن سعودي بعد قرابة 15 عاماً من الاعتقال التعسفي. لكل الضحايا، ارقدوا بسلام.

في حين أنهم يأتون من مناحي مختلفة من الحياة، فقد كانوا جميعًا إما مناصرين شرسين للحقيقة والعدالة، أو ضحايا للأنظمة الاستبدادية. بينما خسارتهم خلفت لنا شعور عميق بالحزن والأسى، إلا أنهم يظلون مصدر إلهام لنا جميعًا ويوجهون جهودنا لمواصلة النضال من أجل احترام حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

يصادف عام 2021 أيضًا مرور 10 سنوات على اندلاع الاحتجاجات الشعبية المعروفة باسم "الربيع العربي" في جميع أنحاء المنطقة. عندما نواجه حقيقة أن حقوق الإنسان العالمية لا تزال بعيدة كل البعد عن كونها حقيقة واقعة، وأن "الهزائم" يبدو أنها تفوق عدد "النجاحات"، كثيرًا ما يُسأل فريقنا كيف يظل متفائلًا. الجواب الأول: ما البديل؟ التخلي ليس خياراً. إذا استمر النشطاء الذين يعملون في بيئات قمعية بالمخاطرة بحياتهم وأمنهم، وإذا لم تفقد العائلات الأمل أبدًا في رؤية أحبائها على الرغم من المعاناة التي يعانون منها، فإن أقل ما يمكننا فعله هو دعمهم في كفاحهم من أجل الحرية والعدالة. والجواب الثاني هو: يمكن رؤية النجاح من خلال زوايا مختلفة. مثلأً، إذا تم الإفراج عن شخص ما من السجن، أو عائلة تلقت إتصال من أحد أفرادها بعد أن فقدته لفترة طويلة، أو تم النجاح في رفع دعوى قضائية، أو تم رفع مستوى الوعي بشأن الانتهاكات لإنهاء الإفلات من العقاب: كل ذلك يعتبر انتصاراً مهماً.

هذا هو سبب إلتزام فريقنا بخدمة ودعم الضحايا وعائلاتهم، ومواصلة العمل من أجل تعزيز التغيير في المجتمعات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. نشكر الضحايا وعائلاتهم على ثقتهم بنا، ونحن ممتنون أيضًا للمجتمع الذي نحن جزء منه، والذي سنواصل معه محاربة الظلم. نشعر بالامتياز والتواضع والإلهام للعمل كل يوم جنباً إلى جنب مع الشركاء والمحامين ونشطاء المجتمع المدني. ليس لدينا أدنى شك في أننا كجزء من مجتمع مشترك، سنواصل إحراز تقدم نحو ضمان تمتع الناس بالاعتراف والاحترام الفعالين لحقوقهم وحرياتهم.

أود أيضًا أن أقدم جزيل الشكر لكل واحد من مؤيدينا بالإضافة إلى أعضاء مجلس الإدارة وفريقنا المتحمسين والمتفانين، والذين بدونهم لم تكن كل إنجازاتنا ممكنة.

بالتضامن،

إيناس عصمان

مؤسس مشارك ومديرة