رسالة مفتوحة إلى حكام دولة الإمارات العربية المتحدة للمطالبة بإطلاق سراح المحامي البارز و الحقوقي الدكتور محمد الركن

12 نوفمبر 2019

سموكم،

نحن الموقعين أسفله ، ندعو دولة الإمارات العربية المتحدة و حكامها إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الحقوقي البارز و المحامي الدكتور محمد الركن ، الذي اعتقل تعسفياً منذ سنة 2012 لمجرد ممارسته السلمية لحقه في حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات ، من خلال عمله كمحامٍ و مدافع عن حقوق الإنسان.

انالدكتور محمد الركن محامي وأكاديمي وحقوقي اماراتي الجنسية و هو عضو فيرابطة و نقابة المحامين الدولية اضافة الى شغوره منصب رئيس جمعية الحقوقيين الإماراتيةقبل حلها تعسفيا من قبل السلطات سنة 2011. لقد الف الدكتور محمد الركن اكثر من كتاب حول حقوق الإنسان والقانون الدستوري ومكافحة الإرهاب من بين مواضيع قانونية وسياسية أخرى،مكرسا حياته المهنية لمساعدة ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة.

كما حقق الدكتور محمد الركن سمعة اقليمية ودولية مميزة كمدافع عن حقوق الإنسان في الامارات حيث تم ترشيحه واختياره لنيل جوائز مختلفة في هذا المجال وآخرها جائزة لودوفيك تراريو الدولية لحقوق الإنسان لسنة 2017.

و رغم اعتباره أيقونة القانوندوليالدفاعه عن حقوق الإنسان، الا انه لم يستطع الافلات من قبضة السلطات سنة 2011 حين وقع على عريضة الإصلاح رفقة 132 ناشطين ومحامين وقضاة وأكاديميون اخرين، داعين فيهارئيس الدولة إلى منح السلطة التشريعية للبرلمان وضمان إجراء انتخابات حرة و نزيهة لجميع اعضاءه.و في نفس السنة، دافع عن مجموعة من الناشطين باتت تعرف الانباسم مجموعة "الإمارات 5" ، و منها الحقوقي أحمد منصور والدكتور ناصر بن غيث ، اللذان اعتُقلابتهمة "الاساءة لرموز الدولة" ، بسببانشطتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقادهم لسياسة الحكومة و قد حرص الدكتور الركن على الدفاع عنهم رغم خطورة قضيتهم.

و قد ترافع الدكتور محمد الركن ايضا عن "مجموعة الامارات 7" و هم 7 نشطاء إماراتيينجُردوا من جنسيتهم تعسفًا من قبل السلطات ما يشكل عملا انتقاميا بسبب نشاطهم السلمي. و اعتقل الدكتور الركن بعد فترة وجيزة من إعلانه الطعن في المرسوم الرئاسي الذي يسمح بتجريدهم من جنسيتهم الإماراتية،مما يشكل انتهاكًا صارخا لمبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن دور المحامين التي تنص على أن "تضمن الحكومات قدرة المحامين على أداء جميع وظائفهم المهنية دون تخويف أو إعاقة أو مضايقة أو تدخل غير لائق وأن لا يتعرضوا للتهديد او المقاضاة أو العقوبات الإدارية أو الاقتصادية أو غيرها من العقوبات على أي إجراء يتخذ وفقاً للواجبات المهنية و المعايير والأخلاق المعترف بها."

و في 17 يوليو 2012، ألقت قوات الأمن القبض عليه بينما كان في طريقه إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن اختفاء ابنه و صهره ثم احتُجز في حبس انفرادي و في مكان مجهول لمدة 3 أشهر ، دون اعلاممحاميه اوعائلته. و حوكم الى جانب 93 ناشطًا آخراضمن قضية "الإمارات 94" بتهمة التخطيط الى اسقاط الحكومة.

و واصل الدكتور الركنخلال هذه المحاكمة الجائرة ايضا دفاعه عن المتهمين معه و تسليطهالضوء على الفشل فيإقامة العدل في البلاد. و في 2 يوليو/تموز 2013، حكمت المحكمة الاتحادية العلياعليه بالسجن لمدة 10 سنوات و اصدرتعقوبات بالسجن تتراوح بين سبع و 15 سنة ضد 68 متهماخرين من بينهم ثمانية غيابياً، في خرقللمعايير الدولية التي تؤكد دولة الإمارات الاتزام بها ، خاصة و انها لم تكفلللمتهمين الحق في استئناف أحكامهم.

هذا و قد ادانت عدة منظمات حقوقية اضافة الى الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة،المحاكمة الجائرة لمجموعة "الإمارات 94" لعدم توفرها على ضمانات المحاكمة العادلة. حيثأقر الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفيفي 22 نوفمبر 2013، اناحتجاز الدكتور الركن و 60 آخرين من مجموعة "الإمارات 94"كان تعسفيا. كما ابدى الفريق تخوفه بشأن الانتهاكات الصارخة لضمانات المحاكمة العادلة ودعا الحكومة الاماراتيةالى إطلاق سراحهم وجبر ضررهم.

و لا يزال محمد الركن محتجزًا في سجن الرزين بأبوظبي، رغم المطالبات الملحة و المتكررة الي قامت بها عدة منظمات حقوقية دولية للإفراج عنه.فقد تعرض لعدة انتهاكات من قبل السلطات الإماراتية و منهاالحبس الانفراديو الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي اضافة الى العديد من المضايقات الاخرى وسوء المعاملة فضلا عن حرمانه من الزيارات العائلية وزيارة محاميه. و في يوليو 2019 وجه كل من الفريق المعني بالاعتقال التعسفي و المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير ، والمقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان اضافة الى المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، رسالة إلى الحكومة الإماراتية يعربون فيها عن قلقهم بشأن وضع الدكتور محمد الركن وظروف احتجازه السيئة في سجن الرزين.

هذا و ظلت دولة الإمارات العربية المتحدة تدعو الى ارساء قيمالتسامح في البلادكما أنشأت مؤسسات لذلك. فقد أعلن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، أن عام 2019 سيكون "عام التسامح". و لكن مع ذلك ، لا يزال العديد من سجناء الراي يقبعون في السجن و منهم الدكتور محمد الركن و يتعرضون للاعتقال التعسفي وسوء المعاملة.

ليس محمد الركن محامياً كبيرا فحسب ، بل هو مواطن إماراتي معتز ببلده، حمل هموم شعبهودافععن المصالح الوطنية لدولة الإمارات وكرس حياته لتعزيز قيم التسامح في بلده.

و عليه، فنحن ندعوا حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة الى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الدكتور محمدالركن وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين في البلاد و تمكينهم من حقوقهم.

الموقعون:

  • المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان(ICJHR)
  • الحملة الدولية للحرية في الإمارات(ICFUAE)
  • جمعية ضحايا التعذيب في الإمارات(AVTUAE)
  • توبي كادمان ، محامي متخصص في القانون الدولي
  • نعوم تشومسكي ، أستاذ لسانيات وفيلسوف
  • نورمان فينكلستين ، أستاذ وعالم سياسي
  • RightsRealization Centre
  • فادي القاضي ، مؤلف وخبير حقوقي مختصبمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • منظمة العفو الدولية
  • أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB)
  • المركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان (ECDHR)
  • مركز الإمارات لحقوق الإنسان
  • Detained International
  • حملة الحرية للطيفة
  • ديفيد هاي ، محامي حقوقي
  • فرونت لاين ديفندرز
  • الكرامة
  • برتراند فافريو ، محام ورئيس معهد المحامين الأوروبيين لحقوق الإنسان
  • FIDH ، في إطار المرصد لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان
  • المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (OMCT) ، في إطار مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان
  • منالحقوق الإنسان
  • الاتحاد الأمريكي للحريات المدنيةفي جنوب كاليفورنيا
  • جيني باسكواريلا ، محامية ومديرة حقوق المهاجرين بالاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في جنوب كاليفورنيا
  • مركز الخليج لحقوق الإنسان
  • Lawyers for Lawyers
  • جوليا ليجنر ، خبيرة حقوق الإنسان مختصةبمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • ستيفان بونيفاسي ، محام وعضو برابطة المحامين الدولية
  • معهد الخليج الأوروبي للتنمية وحقوق الإنسان (EGEM)
  • الاتحاد الدولي للمحامين(UIA)

آخر الأخبار