أكثر من 60 منظمة تطالب بالإفراج عن جميع الفنانين والكتاب والصحفيين المحتجزين في مصر قبل محاكمتهم بعد وفاة شادي حبش.

22 مايو 2020

 معالي وزير العدل السيد عمر مروان،

رسالة مفتوحة الى وزارة العدل المصرية

نحن، الموقعون أدناه، نناشدكم من أجل تحقيق مفتوح وشفاف حول قضية اعتقال وموت المخرج الشاب شادي حبش الذي مات في معتقله في بداية شهر مايو ٢٠٢٠ وهو لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره.

ندعوكم أيضا أن تطلقوا فوراً سراح جميع الأدباء والصحفيين والفنانين المعتقلين دون أي محاكمة والذين اعتُقلوا نتيجة ممارسة حقهم في التعبير الحر وفق القوانين الدولية.

في ٢ أيار ٢٠٢٠، مات شادي حبش في سجن طرة المعروف بتشدّده الأمني، وكان قد تم اعتقاله في شهر مارس عام ٢٠١٨ وبقي في الاعتقال دون محاكمة لمدة ٧٩٣ يوما، وهذا رغم ان القوانين المصرية تسمح بسنتي اعتقال فقط دون محاكمة.  هذا النوع من الاعتقال تمارسه السلطات المصرية مع إجراءات استثنائية للإستمرار في إبقاء المجرمين الذين يشكلون برأي الدولة خطرا على المجتمع. ما قام به شادي حبش هو إخراج فيديو غنائي. لم يتم إحالة قضيته الى المحاكمة وبالتأكيد ما قام به ليس بجريمة!

في ٥ مايو ٢٠٢٠، أصدر المدعي العام المصري بياناً ادّعى فيه ان شادي حبش مات نتيجة شربه لكحول تُستعمل للتنظيف معتقدا انها ماء. ونتيجة التشريح الذي قامت به أجهزة الدولة  في ١١ مايو ٢٠٢٠ جاء في التقرير ان سبب الموت كان شرب كحول مسمّمة. تقارير كهذه لا تتّسم بالوضوح، فعلى سبيل المثال لم تشر تلك التقارير فيما إذا شادي حبش كان يعلم انه كان يشرب كحولاً، ولا يشير التقرير أيضا متى (أو اذا) قرّر الأطباء نقله الى مستشفى خارج السجن. حتى ولو قبِلنا ما جاء في التقارير، يبدو لنا أن مسؤولي سجن طرة لم يقوموا بأي بادرة طبية لإنقاذه رغم ان زملاء حبش في السجن نادوا وصرخوا مرارا ولساعات على مسؤولي السجن كي يأتوا وينقذوا حبش الذي كان يحتضر، لكن دون جدوى!

تستحق عائلة شادي حبش أن تعرف حقيقة حادثة موت ابنهم في السجن، ومعرفة أسباب اعتقاله بالدرجة الأولى دون وجه حق. معرفة الحقيقة تتم عبر تحقيق عميق ونزيه.

كان شادي حبش من ضمن ثمانية شباب تمّ اعتقالهم في مارس ٢٠١٨  بسبب دورهم في نشر اغنية  "بلحة"  للفنان رامي عصام اللاجىء المقيم خارج مصر. أُطلقت أغنية  "بلحة" على اليوتيوب في مارس ٢٠١٨ وهي اغنية ساخرة تنتقد الرئيس المصري والسلطة المصرية. إلّا ان لا علاقة لشادي حبش بمضمون الاغنية وهو لم يكتب كلماتها، واقتصر عمله كمخرج على إدارة الموسيقى والتصوير.

نحن نشعر بالقلق الكبير حيال استمرار السلطات المصرية في اعتقال  مصطفى جمال (دون محاكمة)  الذي تحقق من صفحة رامي عصام الفيسبوكية، كذلك اعتقال الشاعر جلال البحيري الذي نظّم كلمات الاغنية والذي يقضي عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات.

 ونحن إذ نبدي ايماننا أن هذه الاعتقالات تشكّل انتهاكاً  صارخاً لحرية التعبير وهي تتعارض مع القانون الدولي ومع القانون المصري. إلآ أنها ليست الحالات الوحيدة التي- كما نخشى - تعكس قمع حريات التعبير والحرية الفنيّة في مصر. كما إننا شهدنا في السنوات الأخيرة اتجاهاً مقلقاً في مصر نحو القمع و احتجاز عدد كبير من الفنانين والصحفيين قبل المحاكمة بسبب التعبير عن آرائهم، بمن في ذلك:

  •  علاء عبد الفتّاح، مدوّن وناشط يبلغ من العمر 38 عامًا ، اعتقل في سبتمبر 2019 - بعد عدد من الاعتقالات السابقة – وهو لا يزال قيد الاحتجاز دون محاكمة ودون تهمة. وهو حاليا  ومنذ أكثر من شهر، مضرب عن الطعام احتجاجا على ظروف السجن ، مما يثير مخاوف جديّة بشأن سلامته.

  •  سُلافة مجدي ، مراسلة مستقلة تبلغ من العمر 33 عامًا ، اعتقلت في نوفمبر 2019 وما زالت رهن الاحتجاز دون محاكمة ودون تهمة ، إلى جانب زوجها الصحفي حسام الصياد.

  •  شادي أبوزيد ، وهو ناقد ومدوّن فيديو، وشخصية تلفزيونية سابقة، ويبلغ من العمر 27 عامًا ، وهو محتجز حاليًا دون محاكمة ودون تهمة.

غم ملاحظتنا أن ادارتك تخطو خطوات كبيرة لضمان الصحة العامة في مواجهة أزمة فيروس كورونا، فإن الوباء لا يبرّر على الإطلاق تعليق ضمانات المحاكمة العادلة، حسب تأكيدات منظمة الصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان. في الواقع، هناك مبرّر قوّي لحماية الصحة العامة والذي يدعو الى إطلاق سراح المعتقلين دون محاكمة بهدف خفض معدّل انتقال فيروس الكورونا في السجون.

أرسَلتْ قضية حبش رسالة مفجعة وواضحة للفنانين والكتّاب في جميع أنحاء مصر مفادها: قد يؤدي التعبير المستقل والحر إلى احتجاز غير قانوني لمدة طويلة، وحتى الى الموت في السجن!

عالي الوزير، نحثّكم بقوة على الإفراج عن جميع الفنانين والكتاب المحتجزين حالياً رهن المحاكمة لمجرّد ممارستهم حقهم في حرّية التعبير، لا سيما في ضوء جائحة الكورونا التي تجتاح حاليّاً السجون في أنحاء العالم. كما أنّنا نطالبكم بإجراء تحقيق سليم في وفاة شادي حبش واحتجازه غير القانوني. لو تمّ إطلاق سراح حبش، لكان ما يزال حيّا معنا اليوم.

بإخلاص،

الموقعون:

  1. Africa Human Rights Network *

  2. Aid A - Aid for Artist in Exile

  3. Alert-Art-Afrik*

  4. Arterial Network*

  5. Artistic Freedom Initiative

  6. Artist Protection Fund

  7. Artists at Risk 

  8. Art Moves Africa

  9. Association for Freedom of Thought and Expression

  10. Avant-Garde Lawyers 

  11. Belady U.S: An Island for Humanity

  12. Cairo Institute for Human Rights Studies 

  13. Cartoonists Rights Network International 

  14. CIVICUS

  15. coculture

  16. Danish PEN

  17. Danish Film Directors

  18. Der Bundesverband Regie

  19. Directors Guild of Flanders | Unie van Regisseurs

  20. Directors Guild of Norway

  21. Documentarist ıstanbul Documentary Days

  22. Dutch Directors Guild

  23. English PEN

  24. European Film Academy

  25. European Music Council

  26. Festival international Signes de Nuit

  27. Freemuse*

  28. Hamburger Stiftung für politisch Verfolgte | Hamburg Foundation for Politically Persecuted Persons

  29. Hammerl Arts Rights Transfer *

  30. Humanists International

  31. Human Rights Film Network 

  32. Index on Censorship

  33. International Arts Rights Advisors 

  34. International Documentary Association 

  35. International Documentary Filmfestival Amsterdam 

  36. International Film Festival and Forum on Human Rights 

  37. International Film Festival Rotterdam 

  38. International Theatre Institute: Action committee for Artists Right

  39. Ithaca City of Asylum

  40. Kunstnernettverket

  41. MENA Rights Group

  42. Movies that Matter

  43. National Association of Film Authors 

  44. Nhimbe Trust

  45. On the Move

  46. PEN America*

  47. PEN Georgia

  48. PEN Lebanon

  49. PEN International

  50. PEN Nigeria

  51. PEN Uganda*

  52. Res Artis

  53. Robert F. Kennedy Human Rights

  54. Safe Havens – the Malmö Meetings*

  55. SafeMuse

  56. Société des Réalisateurs de Films

  57. Southern Africa Human Rights Defenders Network *

  58. Sundance Institute

  59. Swedish PEN

  60. Tahrir Institute for Middle East Policy 

  61. The Federation of European Film Directors

  62. The Federation of European Screenwriters

  63. The Museum of Movements*

  64. Volksbühne Basel

  65. Which Human Rights? Film Festival

Amani: Africa Creative Defence Network member

آخر الأخبار